محمد الحسن راشد Admin
المساهمات : 264 تاريخ التسجيل : 15/01/2011 العمر : 1828
| موضوع: الشاعر احمد مطر الجمعة يناير 28, 2011 5:43 am | |
| ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي. وكان للتنومة تأثير واضح في نفسه، فهي -كما يصفها- تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، واشجار النخيل التي لا تكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح. وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة. وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء. وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا. وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة. ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه. ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع الحنين والمرض، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتـة يرفعها. | |
|
محمد الحسن راشد Admin
المساهمات : 264 تاريخ التسجيل : 15/01/2011 العمر : 1828
| موضوع: المجد للّيمون الجمعة يناير 28, 2011 5:47 am | |
| المجد للّيمون!
عليكَ بالمرونَة. لا تتصلّبْ أبداً.. فالصلْبُ يكسرونَهْ. حتّي لو انحني لهم لن يأمَنَ انكسارَهُ ساعةَ يركبونَهْ. حتّي لو استخلصَ من مرونَةَ الصّابونَهْ صلابةً ذائبَهً لن يَغفروا جُنونَهْ سيغسِلونَ كفَّهُمْ منهُ وفي مُستودعِ الأقذارِ يدلقونهْ.
كُنْ مَرِناَ علي خُطَي الأنظمِة الميَمونَهْ مرونةَ اللّيمونَةْ. المَجدُ للّيمونِ في حكمتهِ المكنونَهْ: ٌٌمُمتليءٌ.. لكنّهُ في مُنتهي اللّيونَهْ. وحينَ يَعصرونَهْ يَفقدُ ماءَ وجههِ لكنّما قِشرتُهُ تبقي علي طولِ المدي سالمةً مَصونَهْ.
خُذْ حِكمةَ الجامعةِ العَذراءِ واحملْها علي صدركَ كالأَيقونَهْ. فهي بكُلِّ جَمْعِها من مَجْمعِ الزّيتِ وحتّي جامع الزّيتونَهْ بزيتِها مَدهونَهْ! وسِرُها المُعلَنُ في الأزمنةِ المَلعونة: لن يَقبلَ الكَونُ وجودَ كائنٍ إلاّ إذا كَفَّ عن الكينونَهْ!
أحمد مطر
الأحد13/8/2006 | |
|