كنا نحدق في فراغات الزمان |
وتأكل الصحراء أوجهنا |
وتذرونا الرمال.. على الرمال |
نجري.. ونقتحم اللظى. ونموت في المنفى |
.. تبعثرنا الجبال.. على الجبال |
تتقيأ الدنيا أَظِلّتَنا.. |
فنركض في مناكبها.. هياكل.. |
ترتقي جبل الهموم.. بلا ظلال |
ونخيلنا ما لقَّحته الريح. |
ما ألقت جدائله على كتف الجزيره |
والنهر مسلول الجوانح. ما به شبق.. ولا زبد |
فقد نسيت أواذيه ترانيم (الدميره) |
تخبو مصابيح الخيام |
تموت ثرثرة النهيرات الصغيره |
قابيل ثانيةً يحاول قتل هابيل |
فتنتفض القبيلة والعشيره |
والنمل يخرج من مغارات الجبال مهاجراً |
يعلو.. ويهبط في النتوءات الخطيره |
وحدي.. أصد الليل |
يُفلت من يدي, ويطل منه الوحش |
تزحمني, الأعاصير. المغيره |
قابيل ما هشَّت لك الأبوابُ |
ما ضحكت لمقدمك المماشي |
والممراتُ المضيئه |
بيني.. وبينك عالم الظلمات |
سبعة أبحر سود ودورات الفصولْ |
هدأت طبول الغاب لكنْ في دمي صخب الطبولْ |
غاصت عيوني في مغارات الضباب |
تغربل الدنيا, وترصد في البعيد مصادم الأشياء.. |
عند مخاضها.. ومغارب الأضواء في ثبج الأصيل |
قابيل ثانية يحاول قتل هابيلٍ.. |
وقد غنى له الشعراء في عرس الضحايا |
أشعل حرائقك اللعينةَ |
فالرياح تمد ألسُنها |
تسافر باللظى المجنون |
تلتهم الضحايا |
صدئت هنا الكلمات.. |
زَيْفٌ أيها الشعراء أضرحةُ العبارات الخُواء |
السيل جاء |
الموت جاء |
هدرت مواويل البحار الهُوج |
تقتلع النبات الرخو.. تلتهم الغثاء |
يا أيها الموتى زجاج الموت أعينكم |
ترى شبح الفناء |
فتحتفي بالقادمين على توابيت الدماء |